تمر المرأة بالكثير من المراحل الانتقالية في حياتها، وأبرزها مرحلة الحمل وما تمر به من اضطرابات متفاوتة خلال تسعة أشهر تتمثل في التعب السريع و الإرهاق الجسدي، الذي يزداد حدته غالبا بالنسبة للمرأة العاملة التي تبحث عن معاملتها من قبل مسؤولييها بشيء من العطف والإنسانية.
وتؤكد موظفات ان غالبية الوزارات والمؤسسات الحكومية تتعاون معهن بشكل ملحوظ وتراعي ظروفهن الصحية خلال فترة حملهن، إذ يسمح لهن بزيارة العيادة الطبية وتتعامل بمرونة مع إجازاتهن الطبية الكثيرة، غير ان بعض موظفات القطاع الخاص يشتكين من عدم تفهم أصحاب العمل لهذه الفترة محملين الموظفة مسؤولية تغيبها بعذر طبي، وهذا ما جعل كثيرات يقدمن استقالاتهن من أعمالهن خلال حملهن بعد فترة وجيزة من زواجها منّ الله على باسمة عبدالنبي الحجيري »معلمة بمدرسة مدينة حمد الثانوية للبنات« بنعمة الأمومة وكان ذلك خلال عطلتها السنوية، وامتزجت لديها مشاعر الفرح بآلام الوحم المتعبة، ولأن ذلك الألم المزعج لم يبارحها حتى مع عودتها إلى العمل، اضطرت إلى أخذ إجازة امتدت لشهر ونصف بناء على نصيحة الأطباء .
المدرسة تفهمت ظروفي
وقعت باسمة تحت وطأة ظرفها الصحية طوال فترة حملها، إذ كانت تعاني من آلام شديدة في الظهر، إلا أن تفهم المدرسة الأولى والإدارة المدرسية لظروفها كان هو البلسم الشافي لتلك الآلام، لذا تقدمت بطلب لوزارة التربية والتعليم لنقلها من مدرستها لمدرسة أخرى وهي في آخر فترة حملها.
ومع تعاون الإدارة المدرسية ومساندتها لموقف باسمة، قررت الوزارة ان تخفيف نصابها، إذ تؤكد "ان الوزارة تتعامل بمرونة مع إجازة الموظفات وفترة حملهن"
وقد شعرت صالحة محبوب سالم »موظفة سابقة بوزارة الداخلية« ، بالفرح عندما علمت بخبر حملها بعد فترة تصل إلى ٤١ عاما من الصبر، مشيدة بالتعاون الذي تشهده المرأة خلال فترة حملها من مختلف إدارات الوزارة »إذ خصصت لهن غرفة للاستراحة عند تعبهن أثناء الدوام الرسمي«.
وتعتقد ان الموظفات في فترة حملهن يعشن أوضاعا مناسبة ومريحة، إلا أنهن كن يعانين في فترة الرضاعة إذ كانت في السابق سنة واحدة فقط لساعة واحدة أما الآن فإن القرار الجديد قضى على هذه المشكلة إذ مدد فترة الرضاعة لمدة سنتين وساعتين يوميا.
قدمن استقالاتهن
وتصف حميدة موسى »صاحبة محل تجاري« الوضع القائم في بعض المؤسسات الخاصة، قائلة »تعاني بعض موظفات القطاع الخاص من عدم تفهم المدراء لهذه المرحلة الحساسة جدا التي تمر بها المرأة، فما ان تكثر إجازات الحامل حتى تصلها الإنذارات، حتى ان بعض الموظفات قدمن استقالاتهن لعدم مراعاة المسؤولين لهن خلال فترة الحمل«.
وتحاول حميدة التي مرت بتجربة الحمل وعانت من صعوبتها، قدر المستطاع ان تخفف من أعباء العمل المفروضة على موظفاتها لتمر عليهن مرحلة حملهن بكل يسر ومرونة، كأن تمدد فترة الراحة من نصف ساعة لتصل إلى ساعة أو أكثر.
بيد ان نجيبة محمد حسن »مبرمجة حاسوب في شركة البحرين الوطنية للتأمين« تشير إلى مراعاة مسؤوليها لها خلال فترة حملها الأول والثاني، خصوصا وأن طبيعة عملها تقتضي الانحناء تحت الطاولة لمعاينة الكمبيوتر ومعالجة المشاكل التي تحدث فيه«.
_________________________________________