فراشة الحــ (¯´v`¯) ـــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فراشة الحــ (¯´v`¯) ـــب

كل حاجة فى المنتدي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أم المعتصم: ليلة زفافي عسكرية!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفتى الاسطورى

الفتى الاسطورى


عدد الرسائل : 129
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 27/01/2008

أم المعتصم: ليلة زفافي عسكرية! Empty
مُساهمةموضوع: أم المعتصم: ليلة زفافي عسكرية!   أم المعتصم: ليلة زفافي عسكرية! Icon_minitimeالإثنين يناير 28, 2008 6:10 am

عندما تضرب المرأة أروع الأمثلة في الحياة، وتظل ترقى وتسمو لتصبح هي بذاتها مثلا يُضرب للأجيال بحكمتها، وقوة شخصيتها، برقتها وحنوها، بجرأتها وجسارتها وفوق كل ذلك بتدينها والتزامها.
منذ الصغر في وقت كان فيه التدين جهلاً، والحجاب عادة لا عبادة تلتزم به العجائز دون الصبايا.
هي امرأة مسلمة، فلسطينية حتى النخاع، إن أردت داعية و جدتها، أو عابدة لم تفقدها أو مجاهدة ذكّرتك بخولة وأسماء، نحسبها كذلك، ولا نزكي على الله أحداً.. إنها "أم المعتصم" صفاء نصار زوجة الشهيد وائل نصار، في حياتها قصة جميلة تصلح نموذجاً لكل فتاة اختارت الهداية طريقاً، والدعوة وسيلة، والجنة هدفاً وغاية.
نشأت صفاء فتاة وحيدة بين عدد من الإخوة الذكور في أسرة غزّية بسيطة ملتزمة فطرياً بالدين، فبدأت بتقليد والدتها في زيها والتزامها فتقول:" كنت أرى والدتي محجبة وترتدي ملابس طويلة فأحببت تقليدها، فلم أخرج إلا أسبوعاً واحداً للمدرسة بغير الحجاب ثم التزمت به من الصف الأول رغم أني كنت الفتاة الوحيدة المحجبة في تلك المرحلة"، وتكمل صفاء قولها: " بعد ذلك صرت أحب لبس الملابس الطويلة، فصارت والدتي تخيط لي زياً طويلاً يناسب عمري كطفلة وفي نفس الوقت يلبي رغبتي في الاحتشام".
رغم صغر سنها وقلة خبرتها بالدين إلا أن صفاء حباها الله تعالى منذ نعومة أظفارها بقوة في تمسكها بمبادئها، وإصراراً يزيد لديها كلما زادت الضغوط والإغراءات، فلأن الحجاب لم يكن منتشراً في فترة السبعينيات كما هو الآن خاصة بين التلميذات الصغيرات، فقد واجهت صفاء من معظم مدرساتها إما ضغطاً أو إغراءً لها كي تخلعه لكنها رفضت بشدة حيث تقول:" كنت متميزة ومتفوقة جداً في المدرسة، ولديّ شخصية لفتت انتباه الجميع إليّ، وأحصل على المركز الأول بين التلاميذ، ولكن الحجاب كان يثير بعض المدرسات لدرجة حرماني من التكريم مع الأوائل كنوع من الضغط عليّ لكني تمسكت به وزدت إصراراً عليه".
ولأن الحق – دوماً - قوي آسِرٌ؛ فقد صارت صفاء مثالاً يُحتذى بين الطالبات، ولم تمض فترة طويلة حتى بدأت زميلاتها بتقليدها و احدة بعد الأخرى.
في مسيرة الإنسان الملتزم لا بد ممن يشجعه ويعينه على المُضِيّ في طريقه؛ لذا حرصت صفاء على حضور الدروس الدينية وحلقات العلم في المسجد، ومع تقدمها في الدراسة عاماً بعد عام اكتسبت شخصيتها قوة أكثر، وتميزاً أهّلها لتصبح مسؤولة عن مجموعة من الأطفال، وهي لا تزال في الصف الثالث الإعدادي، فتقول:" كان أسلوبي أكبر من عمري، وكنت صاحبة شخصية قيادية مبادرة؛ فأصبحت مشرفة على مجموعة، وأعطي الفتيات دروساً حتى في المدرسة، صحيح أني في البداية واجهت معارضة وصعوبة لكن مع الوقت تمكنت من إقامة مسجد ومكتبة داخل المدرسة، لدرجة أن المدرسات إن غابت إحداهن جعلوني أسدّ الفراغ بدلاً عنها".
هكذا بدأت صفاء تكبر وتتطور شخصيتها أكثر حتى ذاع صيتها بين قريناتها بل وبين أسرهن أيضا كذلك، وسمع الجميع عن نشاطاتها وفعاليتها في مجال الدعوة.
في تلك الفترة وهي في بداية المرحلة الثانوية كان شقيقها أسيراً لدى قوات الاحتلال الإسرائيلية، وكانت تزوره بين فترة وأخرى، فسمع عنها أسير آخر كان معه اسمه وائل نصار حيث ألقى الله –تعالى- حبّها في قلبه، فطلب من شقيقته أن تتعرف عليها وتوثق علاقتها بها، وأخفى في نفسه أمراً إلى حين خروجه من المعتقل.
بعد عام أو أكثر قليلاً وتحديداً في عام 1992م كانت صفاء لا تزال في الخامسة عشرة من عمرها، وكان وائل ابن العشرين بعد تحرّره، فأعلن بين شباب الحارة أن صفاء له ولن يخطبها غيره بعدما حكت له شقيقته عنها الكثير، حيث لم يكن قد رآها من قبل.
ومن كثرة حديثه عنها وصل الخبر لوالدتها التي تصايحت معه، لكنه أبدى لها رغبته في خطبة ابنتها، وبالفعل تمّ له ما أراد. كانت فترة الخطبة مرحلة جديدة في حياتها فلم تعد تقتصر على الدعوة فقط بل بدأ وائل يؤهلها لمرحلة أكثر تعقيداً، وتتطلب منها استجماع كل ما تعلمته خلال الفترة الماضية؛ حيث إنها الآن ستبدأ دور المرأة المجاهدة التي تشارك زوجها حياته الجهادية خطوة بخطوة، بأهمية لا تقل عن أهمية خطواته نفسها، فتقول:" أولاني وائل اهتماماً كبيراً، وشاركني في مسؤولياته، وأهلتني قوة شخصيتي ليصارحني بما يقوم به من عمل، و ليبادلني الرأي في أعماله ومهماته، مما أكسبني ثقة من حوله حتى من الشباب المجاهدين معه، فقد كان بيتي مأوى للعديد منهم، وشهد الكثير من التجهيزات والإعدادات الجهادية".
وفي فترة الخطبة أيضا كانت تخرج مع وائل في عدد من المهمات كنوع من التمويه والتخفي حيث يظهر أنه في نزهة شخصية بينما هو يقوم ببعض المهمات، وتذكر صفاء إحدى تلك المرات فتقول:" مرة خرجت معه، وكنا ذاهبين إلى جنوب القطاع ولا بد لنا من المرور بحاجز نتساريم، فعبرنا ولكن في طريق العودة نصب اليهود لنا كميناً فلم نشعر إلا ونحن محاصرون بعدد كبير من الجنود الذين ظنوا أني شاب متخفٍّ في زي امرأة للقيام بعمل ما، وكادوا يطلقون النار علينا لولا أن كشفت وجهي سريعاً فأبعدهم الله عنّا وعما كان معنا في السيارة، ونجوْنا بأعجوبة منهم".
وقد أبدى وائل ارتياحه لما قامت به؛ فلولا سرعة بديهتها وكشْفها عن وجهها لكان الجنود قد قاموا بتفتيش السيارة واحتجازهم؛مما سيُفسِد جهداً كبيراً، ويُضِيع عملَ أيام طويلة...
مرّت فترة الخطبة بعدما تأهّلت فيها جيداً للمرحلة الجديدة التي بدأت من ليلة الزفاف حيث تصفها صفاء" كانت ليلة عسكرية"، فبعد أن صلّيا ركعتين وشربا اللبن حسب السنة جلس وائل يعلمها كيفية فكّ وتركيب السلاح.لم يكن أبو المعتصم أقل نشاطاً وحيوية من زوجته، فقد كان رائداً في العمل الجهادي، لذا كانت حياته حافلة بالمضايقات والاعتقالات من اليهود ومن جانب السلطة أيضاً.
وفي إحدى فترات اعتقاله بعد عام من الزواج حيث كان المعتصم لا يزال في أشهره الأولى برز لأم المعتصم دورٌ في حياة زوجها فتقول: "تم اعتقال أبو المعتصم خمس سنوات كانت بالنسبة لي مرحلة كبْت وقهر لم يخفّفها عليّ إلا الذّكر والتسبيح والصلاة، وفي ذلك الوقت زاد نشاطي في العمل الإسلامي وخدمة الجمعيات الخيرية وزيارة أسر الشهداء والمعتقلين حيث وجدت في مواساتهم مواساة لي أيضاً".
ورغم ما مرّت به من ظروف نفسية صعبة إلا أنها لم تعكس ذلك على زوجها خلال أسره بل عمدت إلى التخفيف عنه بوسائل شتى، حيث كانت تجهّز المعتصم وتعطره وتعلمه بعض الآيات والأحاديث بل والألعاب أيضاً ليسلي عن والده في اللّحظات التي يزوره فيها فكان الشباب الذين مع زوجها يقولون لزوجاتهم: " تعلموا من أم المعتصم".
ولأنها لا تزال في شبابها وقوتها فقد عرض عليها وائل الانفصال عنه علّها تتزوج بآخر يشاركها حياة هادئة، إلا أنها رفضت وظلّت متمسكة به وقالت له:" لو صرت عجوزاً على عكاز لن أفرّط فيك" وأعقبت قولها بقوله تعالى:" والآخرة خير وأبقى".
وعند اشتداد الكرب لا يبقى للإنسان إلا قرّة العين، وكذلك فعلت صفاء فتقول:" بعد فترة من اعتقاله ضاقت بي الحياة، فقمت وصلّيت ودعوت الله تعالى أن يفرّج الكرب فلم يمض وقت طويل حتى فكّ الله أسره".
الصلاة دوماً هي مفتاح الفرج، ووسيلة القرب من الله –تعالى- لاستجابة الدعاء، ولها دوماً أثر في الحياة فكثيراً ما تكون صفاء قد أنهت وردها اليومي وذهبت لتنام أثناء غياب أبو المعتصم ليلاً في عمليات جهادية، لكنه يعود وما زال بعض الشباب يقومون بعملهم فتشعر بحاجته لمن يقف معه في الصلاة، ويدعو الله معه أن يسدّد رمي المجاهدين فتقوم معه من جديد.
هكذا هي حياة أم المعتصم سواء مع نفسها أم مع زوجها الذي اقترب من الشهادة مرات عديدة، لكن الله كان يكتب له الحياة حتى أنجب عبد الحكيم وزاهر وأخيراً رُبا التي لم تتجاوز عامها الأول بعد، ولكن عندما اقتربت لحظة الشهادة كانت أم المعتصم من بشّرته بها؛ ففي ليلة صلّت القيام، وذهبت للنوم، فرأت في رؤياها أنه شهيد، فاستبشر بذلك كثيراً.
تلك باختصار قصة فتاة نشأت في طاعة الله –تعالى- وعلى عبادته، فأهّلتها تلك العبادة لتتحمل ما في حياتها من مصاعب مع زوجها حتى لحظة استشهاده، وستعينها -بإذن الله- لتحمّل ما بعد ذلك؛ فما زال الأطفال صغاراً، وما زال الطريق طويلاً، كل ذلك مرّ وعمرها لم يتجاوز الثلاثين بعد، بينما هناك الكثيرات يعشن وَهْم الحياة وترفها، ولكن ما يهوّن تلك المصاعب إدراك الإنسان أن هذه الحياة ما هي إلا سجن المؤمن، وخَلاصُه منها لا يكون إلا بالصبر عليها حتى يلقى الله –تعالى- على ذلك وصدق القائل: الله يعلم ما يكون .. والأمر في كافٍ ونون، فلا تهبْ ريْب المنون.. واذكر يُوفّى الصابرون..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أم المعتصم: ليلة زفافي عسكرية!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فراشة الحــ (¯´v`¯) ـــب :: قسم للمراة-
انتقل الى: